هيبة ‏الدولة. ‏. ‏والاهداف ‏الغبية غير ‏القابلة ‏للقياس! ‏

كثيرا ما تسمع مصطلح هيبة الدولة، هذا المصطلح يتردد على ألسنة سياسيين الصدفة وعلى ألسنة المحللين السياسيين في القنوات التلفزيونية وغيرها.
هذا المصطلح يأتي مع جملة "إستعادة هيبة الدولة"، يعني ان الدوله كانت لها هيبة والان مفقودة ويجب استعادتها. 
حتى نساعد بأستعادة هيبة الدولة يجب ان نعرف التالي:
- ما هي هيبة الدولة؟ 
- وما هي قيمة هيبة الدولة سابقاً؟ 
- وكم هي هيبة الدولة حاليا؟ 
- وكيف يمكننا قياس هيبة الدولة؟ 
ومن ثم نفكر بالحلول لرفع هيبة الدولة!
المشكلة ان مصطلح هيبة الدولة هو مصطلح فضفاض، لا توجد له ملامح محددة، وغير مرتبط بتعريف، البعض يربطه بالسيطرة على الحدود، والبعض الاخر يربطه بملابس الجندي والضابط وقيافته!
البعثي ربما يربطه بقسوة النظام وجبروته واعدامه لمخالفيه، والدعوجي ربما يربطه بقدرة الدولة على مصارعة الشيطان الاكبر! والاخر يربطها بقمع حرية التعبير ومنع الجميع من انتقاد النظام.
اذن هيبة الدولة مصطلح لا ملامح له، وعبارة عن هدف غير قابل للقياس.
الاهداف الغبية غير القابلة للقياس هي سمة اهداف الانظمة الشمولية، مثل (هيبة الدولة، الصالح العام، الوحدة الوطنية، الحفاظ على هوية البلد، الحفاظ على الاداب العامة، المنفعة العامة، القيم الوطنية، النظام العام. الخ..).
هذه الاهداف توضع لا لتحقيقها وانما لتمطيطها حسب رغبة الحكومة الحالية، فمثلا بأمكان نظام البعث ان يستغل هدف الحفاظ على النظام العام بقمع اي مظاهر مخالفة له، وبأمكان نظام الاسلاميين ان يستخدم نفس الهدف لقمع المظاهرات مثل ما حصل مع مظاهرات تشرين وما سبقها. 
على الاهداف الذكية ان تكون لها عدة صفات محددة وواضحة ليتم تحقيقها ومنها:
1. ان تكون محددة وواضحة، واحدة من اهم الصفات ان يتم تحديد الهدف بتعريف واضح وملموس وغير قابل للتأويل والتفسير. 
2. ان تكون قابلة للقياس، يجب ان يكون الهدف يحتوي على معايير قابلة للقياس والمقارنة ومعرفة اذا تحقق الهدف ام لا. 
3. ان تكون قابلة للتحقيق، يجب ان يكون الهدف واقعي، غير خيالي، قابل للتحقيق ضمن البيئة الحالية.
4. ان تكون مناسبة، يجب على الهدف ان يكون ذو مغزى ومناسب لما يراد تحقيقه. 
5. محددة بوقت، يجب تحديد وقت لتحقيق الهدف، ضمن اطار زمني محدد ومواقيت نهائية. 
وهناك صفات اخرى مثل ان يحتوي الهدف على فكرة واحده فقط، وان يمثل الهدف الناتج النهائي وليس العملية! 
مثل هذه الصفات يجب أن توضع للاهداف الحكومية والمؤسسية وغيرها، وان تجبر الحكومة على ان تكون كل اهدافها تحتوي على هذه الصفات. 
لكي نمنع استخدام الاهداف الفضفاضة في قمع المواطنين وحرياتهم او سرقة وتبديد اموالهم وثرواتهم. 

مثال على الاهداف الغبية :
1. استعادة هيبة الدولة. 
(الهدف غير قابل للقياس، غير واضح، غير محدد بوقت)
2. تحسين المعيشة للفرد.
(الهدف يوصف العملية (تحسين) وليس الناتج، غير محدد. )
3. النهوض بالعراق لمصاف الدول الاولى المتقدمة 
(الهدف غير واقعي، غير محدد بوقت وبناتج، غير قابل للقياس، وصف لعملية النهوض وليس الناتج.) 

مثال على الاهداف الذكية:
1. ان يكون الناتج الاجمالي للفرد العراقي اكثر بنسبة 5٪ خلال ال4 سنوات القادمة، عن طريق رفع القيود والقوانين المتحكمة بالسوق مثل القانون رقم... والخ. . 
(وصف للناتج، محدد بوقت، يمكن قياس الناتج الاجمالي للفرد ومقارنة التحسن، تحديد كيفية تحقيق الهدف.) 
2. ان تكون المعاملات الحكومية في السجل العقاري اسرع بنسبة 25٪ قبل نهاية السنة الحالية، عن طريق استخدام الحوكمة الالكترونية واستبدال المعاملات الورقية بالالكترونية، وتخفيض الروتين بنسبة 50٪.
(محدد بوقت ونتيجة، واقعي، واضح، وصف للناتج، يمكن قياسه، كيفية تحقيق الهدف واضحه) 

في النهاية تبدو الأهداف الغبية جميله ومغرية اكثر ومحببه لقلب الشعب، اكثر من الأهداف الذكية. 
لهذا تستعمل من قبل الاحزاب الشمولية لأغراء الشعب والحصول على اصواته وثرواته.
المصادر
http://tfig.itcilo.org/AR/contents/defining-goals.html

تعليقات