الرهان الخاسر للسنة والشيعة في العراق ونظرية الالعاب!
لقد راهن السنه والشيعة في العراق لمرات خاسرة عديده، وفي كل مره كانت النتيجة تتكرر، تتمثل بمعاقبة كل طرف للاخر حين يحين دوره.
رهاناتهم الخاسرة تتمثل في ما يلي.
الرهان الخاسر للشيعة:
يراهن الشيعة في العراق على الحكومة الشيعية التي تحميهم من اضطهاد الحكومة السنيه، كما حصل معهم في الحكومات السنية السابقة من مجازر وتهجير وتنكيل واعتقالات واضطهاد وحرمان من الحقوق، وبما ان الشيعة بأمكانهم تحقيق الاغلبية في الانتخابات، فرهانهم الخاسر له نتيجة واحده، هو انتخاب حكومة شيعية تحمي حق الشيعة (ومن الممكن ان تضطهد السنة).
اضطهاد السنه كما حصل في الحكومات الشيعية السابقة الذي ادى لمجازر مثل الفرحاتيه والحويجة والمقابر الجماعيه المكتشفه حديثا وغيرها، سيؤدي لتعاظم خطر الحرب الاهلية، وتعاظم خطر المليشيات الارهابية السنية التي تتغذى على اضطهاد الحكومة الشيعية للسنه، كما حصل في الحرب المذهبية في العراق 2008 و2014.
امكانية حصول مثل هذا الامر يعني ان ابناء الشيعة سيحرقون في حروب طائفية لا تنتهي، ويعني ان مدنهم ستبقى مهمله لان الجهود ستنصب على الحروب وعلى ملاحقة المليشيات الارهابية السنيه وغيرها.
نتيجة الرهان :
المحاسن:
حكومة شيعية تحمي حق الشيعة
الاحساس بالاطمئنان وابتعاد خطر الاضطهاد الحكومي (ضعيف)
المساوئ:
اضطهاد الطرف الاخر يؤدي لضعف الأمن بالبلد
خطورة نشوب حرب اهلية تحرق ابناء الشيعة والسنه
ضعف التطور العمراني لمدن الشيعة والمستوى المعيشي بسبب الحروب و الارهاب.
الرهان خاسر.
.........................................
الرهان الخاسر للسنة:
يراهن السنة في العراق على انتخاب حكومة سنية، تعيد لهم سلطة الحكم وتحميهم من اضطهاد الحكومة الشيعية كما حصل معهم في السنوات السابقة من مجازر وتهجير وتنكيل واعتقالات عشوائية واضطهاد وحرمان من الحقوق.
ورهان السنه يضعهم امام نتيجتين، على عكس رهان الشيعة.
النتيجة الاولى: حكومة سنية تحمي حق السنه ( ومن الممكن ان تضطهد الشيعة)
هذه النتيجة تضع السنه امام نفس نتائج رهان الشيعة،
اضطهاد الشيعة كما حصل في الحكومات السابقة الذي ادى لمجازر الدجيل والاهوار والمقابر الجماعية والتهجير القسري والتغيير الديموغرافي والحرمان من الحقوق، سيؤدي إلى تعاظم خطر الحرب الاهلية والانقلابات المسلحة وتزايد خطر المليشيات الارهابية الشيعية.
وسيشعل حرب طائفية تحرق ابناء السنه، وايضا ستبقى المدن السنية مهمله بسبب الجهود المصبوبة على الحروب وملاحقة الفلول وغيرها.
محاسن هذه النتيجه:
حكومة سنية تحمي حق السنه
الاحساس بالاطمئنان وابتعاد خطر الاضطهاد الحكومي (ضعيف)
المساوئ:
اضطهاد الطرف الاخر يؤدي لضعف الأمن بالبلد
خطورة نشوب حرب اهلية تحرق ابناء السنه والشيعة
ضعف التطور العمراني والمستوى المعيشي للسنة بسبب الحروب و الارهاب
النتيجة الثانيه للسنه:
حكومة شيعية بسبب عدم مقدرتهم على تحصيل اغلبية انتخابية، مثل هذه النتيجه يعني ان الحكومة ستحمي حق الشيعة، ومن الممكن ان تضطهد السنه.
المحاسن:
لا يوجد
المساوئ:
الحكومة شيعية
اضطهاد حكومي
حرمان من الحقوق
حروب طائفية تحرق ابناء السنه والشيعة.
الرهان خاسر بالنتيجتين.
...................................
الرهان الرابح للطرفين هو انتخاب حكومة (علمانية ليبرالية) تحمي حق الفرد مهما كان (سني، شيعي، مسيحي، كردي، ملحد).
الحكومه التي تحمي حق الفرد الواحد لن تضطهد الجموع، لان الجموع مكونة من افراد محميه حقوقهم بالكامل.
المساوئ:
خسارة الحكم المذهبي شيعيا او سنيا
المحاسن:
حماية حق الفرد السني و الشيعي وغيره
ابتعاد خطر الاضطهاد
ابتعاد خطر الحروب الطائفية
تقليل الاحتقان الطائفي.
..............................
او من الممكن انتخاب (او انقلاب) حكومة شمولية مجرمه تضطهد الجميع بنسبة متساوية مثل حكومة كوريا الشمالية!
............................
نظرية الالعاب ورهانات السنة والشيعة.
لو كان السنه والشيعة في داخل لعبة فيها تتابع بالادوار ويحتاج كل منهم ان يختار اختيار واحد فقط في كل دور. والاختيار يحدد النتيجة للطرفين.
وكانت الاختيارات كما يلي:
1. تأخذ الحكومة، وستحصل انت على خطر حرب اهلية وانقلابات، والطرف الثاني سيحصل على اضطهاد.
2. ان تهمل دورك ولا تشارك باللعب، وستحصل انت على اضطهاد، وسينتقل الحكم للطرف الثاني .
3. الطرفان يخسران الحكم ، وستحصل انت على حماية حق الفرد، والطرف الثاني يحصل على نفس الحماية.
4. الطرفان يخسران الحكم، وستحصل انت على اضطهاد، والطرف الثاني ايضا يحصل على اضطهاد.
ربما يبدو ان الاختيار الانسب، هو الاختيار الاقل تاثيراً للجميع ، وهو الاختيار 3.
لكن الواقع ونظرية الالعاب تخبرنا بنتيجه مختلفه وواقعية اكثر.
النتيجه هي (العقوبة!) او التعاقب بالثواب والعقاب.
تخبرنا نظرية الالعاب ان كل طرف سيختار بناءاً على اختيار الطرف الثاني السابق.
فمثلا لو اختار الطرف الاول الاختيار 1
الطرف الثاني سيعاقب الطرف الاول ويختار الاختيار ال1 او ال4، حتى لو عنى ذلك خسارته للحكم لكن مقابل ان يعاقب الطرف الاول.
ولكن لو اختار الطرف الاول النتيجة ال3
سيختار الطرف الثاني النتيجه ال3 ايضا.
وهذا هو تعاقب الثواب والعقاب، اذا عاقبتني باختيارك سأعاقبك بأختياري حتى لو خسرت حقي انا.
اذا كافئتني باختيارك ،سأكافئك باختياري حتى لو خسرت الحكم.
وأنت ماذا ستختار؟
• الاختيارات وهميه لغرض تقريب الصورة.
• ربما يكون بروتوكول اللعبة المقترح غير صحيح بالنسبة لخبراء الرياضيات ونظرية الالعاب.
• الرهانات مبنية على وقائع التاريخ السابقة وليست نتيجة حتميه مستقبلية.
• نفس الرهان ينطبق على الكرد
• نعم ممكن ان يكون هنالك عالم فيه حكومة سنية تحمي حق السنه والشيعة، او حكومة شيعية تحمي حق الشيعة والسنه. ربما في عالم الأحلام!
• مصدر الصورة https://blog.thebookingfactory.com/could-game-theory-be-your-secret-weapon-for-attracting-hotel-guests-acb7b6078d9c
تعليقات
إرسال تعليق